لمراد بـ "يسوع " في كتب النصارى هو : المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام ، وهم يسمونه بلسانهم : "يسوع" .
وأما كونهم يكذبون عليه ، ويدعون أن ابن الله ، أو أنه قتل ، أو صلب ، أو نحو ذلك من كذبهم وتحريفهم ، لا يسوِّغ لنا أن نعتدي عليه ، ولا أن نقابل كذبهم بكذب مثله ، ولا ضلالهم بضلال مثله ، كما أنهم لو شتموا الله جل جلاله ، كان من أشنع الباطل والضلال ، أن نشتم الله الذي يشتمونه ، بحجة أن الله الذي نؤمن به منزه عن ذلك الشتم ؛ بل لا يقول لهذا إلا من سفه نفسه ، وضل عن مقاصد الشرع ضلالا مبينا .
بل لو ابتدؤوا هم وشتموا نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم ، لم يكن لنا أن نشتم نبيهم ؛ فإنهم يشتمون نبينا لأنهم كفار به ، وأما نحن فمؤمنون بنبي الله عيسى ابن مريم عليه السلام ، معظمون له ، محبون له .
ثانيا :
إذا قدر أن النصارى أو غيرهم من ملل الكفر ، يعظمون شخصا عندهم ، نبيا أو غير نبي ، أو يعبدون أحدا من دون الله ، صنما أو غيره ، لم يجز لنا أن نسب ونشتم من يعظمه هؤلاء الكفار ، فإن ذلك يؤدى بهم أن يسبوا من نعظمه ، فإن شتمنا نبيهم شتموا نبينا ، وإن شتمنا إلههم شتموا إلهنا ؛ فكنا بذلك متسببين لشتم الله جل جلاله ، وشتم نبيه . قال الله تعالى : ( وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ) الأنعام/ 108
قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في هذه الآية : قالوا : يا محمد ، لتنتهين عن سبك آلهتنا ، أو لنهجون ربك ، فنهاهم الله أن يسبوا أوثانهم .
"تفسير ابن كثير" (3 /314)
وأما كونهم يكذبون عليه ، ويدعون أن ابن الله ، أو أنه قتل ، أو صلب ، أو نحو ذلك من كذبهم وتحريفهم ، لا يسوِّغ لنا أن نعتدي عليه ، ولا أن نقابل كذبهم بكذب مثله ، ولا ضلالهم بضلال مثله ، كما أنهم لو شتموا الله جل جلاله ، كان من أشنع الباطل والضلال ، أن نشتم الله الذي يشتمونه ، بحجة أن الله الذي نؤمن به منزه عن ذلك الشتم ؛ بل لا يقول لهذا إلا من سفه نفسه ، وضل عن مقاصد الشرع ضلالا مبينا .
بل لو ابتدؤوا هم وشتموا نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم ، لم يكن لنا أن نشتم نبيهم ؛ فإنهم يشتمون نبينا لأنهم كفار به ، وأما نحن فمؤمنون بنبي الله عيسى ابن مريم عليه السلام ، معظمون له ، محبون له .
ثانيا :
إذا قدر أن النصارى أو غيرهم من ملل الكفر ، يعظمون شخصا عندهم ، نبيا أو غير نبي ، أو يعبدون أحدا من دون الله ، صنما أو غيره ، لم يجز لنا أن نسب ونشتم من يعظمه هؤلاء الكفار ، فإن ذلك يؤدى بهم أن يسبوا من نعظمه ، فإن شتمنا نبيهم شتموا نبينا ، وإن شتمنا إلههم شتموا إلهنا ؛ فكنا بذلك متسببين لشتم الله جل جلاله ، وشتم نبيه . قال الله تعالى : ( وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ) الأنعام/ 108
قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في هذه الآية : قالوا : يا محمد ، لتنتهين عن سبك آلهتنا ، أو لنهجون ربك ، فنهاهم الله أن يسبوا أوثانهم .
"تفسير ابن كثير" (3 /314)
وقد روى البخاري (5973) ومسلم (90) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ أَنْ يَلْعَنَ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ ) قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ يَلْعَنُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ ؟ قَالَ : ( يَسُبُّ الرَّجُلُ أَبَا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أَبَاهُ وَيَسُبُّ أُمَّهُ )
قال النووي رحمه الله :
" فِيهِ دَلِيل عَلَى أَنَّ مَنْ تَسَبَّبَ فِي شَيْءٍ جَازَ أَنْ يُنْسَب إِلَيْهِ ذَلِكَ الشَّيْء " انتهى .
قال النووي رحمه الله :
" فِيهِ دَلِيل عَلَى أَنَّ مَنْ تَسَبَّبَ فِي شَيْءٍ جَازَ أَنْ يُنْسَب إِلَيْهِ ذَلِكَ الشَّيْء " انتهى .
فعلم مما تقدم أن سب يسوع النصارى من أعظم السفه وأكبر الخطايا ؛ لأن السب يقع على نبي كريم من أولي العزم من الرسل صلى الله عليه وسلم ، ولو علم الساب أنه يسب بذلك نبيا من أنبياء الله ، وقصده : كفر ؛ لأن سب الأنبياء كفر باتفاق المسلمين .
والواجب نصح هؤلاء السفهاء وزجرهم ليكفوا عن هذا العمل ، ويتوبوا إلى الله منه ، ومن كان منهم مستطيعا للدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة فليتصدر لذلك موفقا مسددا ، وإلا فليتق الله وليكف عن هذا السفه وهذا الجهل .
والواجب نصح هؤلاء السفهاء وزجرهم ليكفوا عن هذا العمل ، ويتوبوا إلى الله منه ، ومن كان منهم مستطيعا للدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة فليتصدر لذلك موفقا مسددا ، وإلا فليتق الله وليكف عن هذا السفه وهذا الجهل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق