الأربعاء، 17 ديسمبر 2014

أبناء كثر لله، فهل هم آلهة؟

أبناء كثر لله، فهل هم آلهة؟


ولفظ البنوة الذي أطلق على المسيح أطلق على كثيرين غيره، ولم يقتضِ ذلك ألوهيتهم.
منهم آدم الذي قيل فيه: «آدم ابن الله» لوقا 3/38).
وسليمان فقد جاء في سفر الأيام «هو يبني لي بيتاً …أنا أكون له أباً، وهو يكون لي ابناً» الأيام -1- 17/12-13 .
ومثله قوله لداود « أنت ابني، أنا اليوم ولدتك » المزمور 2/7)
كما سميت الملائكة أبناء الله «مثلَ الملائكةِ وهم أبناء الله » لوقا 20/36).
وسمت النصوص أيضاً آخرين أبناء الله، أو ذكرت أن الله أبوهم، ومع ذلك لا يقول النصارى بألوهيتهم. فالحواريون أبناء الله، كما قال المسيح عنهم: « قولي لهم : إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم » يوحنا 20/17).
وقال للتلاميذ أيضاً: « فكونوا أنتم كاملين، كما أن أباكم الذي في السماوات هو كامل» متى 5/48).


وعلمهم المسيح أن يقولوا: «فصلوا أنتم هكذا: أبانا الذي في السماوات، ليتقدس اسمك.. » متى 6/9)، وقوله: « أبوكم الذي في السماوات يهب خيرات للذين يسألونه» متى 6/11)، فكان يوحنا يقول: « انظروا أية محبة أعطانا الآب حتى ندعى أولاد الله» يوحنا 1) 3/1)
بل واليهود كما في قول المسيح لليهود: «أنتم تعملون أعمال أبيكم. فقالوا له: إننا لم نولد من زنا. لنا أب واحد، وهو الله» يوحنا 8/41).
كما يطلق هذا الإطلاق على الشرفاء والأقوياء من غير أن يفهم منه النصارى ولا غيرهم الألوهية الحقيقية «أن أبناء الله رأوا بنات الناس أنهن حسنات. فاتّخذوا لأنفسهم نساء من كل ما اختاروا.... إذ دخل بنو الله على بنات الناس، وولدن لهم أولاداً. هؤلاء هم الجبابرة الذين منذ الدهر ذوو اسم» التكوين 6/2).
ومن الممكن أن يعم كل شعب إسرائيل «يكون عدد بني إسرائيل كرمل البحر الذي لا يكال ولا يعدّ، ويكون عوضاً عن أن يقال لهم: لستم شعبي، يقال لهم: أبناء الله الحي» هوشع 1/10).
ونحوه: «لما كان إسرائيل غلاماً أحببته، ومن مصر دعوت ابني» هوشع 11/1).
ومن ذلك أيضاً ما جاء في سفر الخروج عن جميع شعب « فتقول لفرعون هكذا: يقول الرب: إسرائيل ابني البكر. فقلت لك: أطلق ابني ليعبدني فأبيت» الخروج 4/22).
وخاطبهم داود قائلاً: «قدموا للرب يا أبناء الله، قدموا للرب مجداً وعزّاً» المزمور 29/1).
ومثله قوله: «لأنه من في السماء يعادل الرب. من يشبه الرب بين أبناء الله» المزمور 89/6).
وفي سفر أيوب: «كان ذات يوم أنه جاء بنو الله، ليمثلوا أمام الرب » أيوب 1/6).
وقال الإنجيل عنهم: «طوبى لصانعي السلام، لأنهم أبناء الله يُدعون» متى 5/9).
وعليه فلا يمكن النصارى أن يجعلوا من النصوص المختصة بالمسيح أدلة على ألوهيته ثم يمنعوا إطلاق حقيقة اللفظ على آدم وسليمان و… وتخصيصهم المسيح بالمعنى الحقيقي يحتاج إلى مرجح لا يملكونه.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق